مدونة الدبي للحكاية

مرحبًا بك في مدونة الدبي للحكاية، حيث تنبض الكلمات بالحياة وتتحول القصص إلى عوالم ساحرة تأخذك بعيدًا عن الواقع. نروي لك هنا أجمل القصص بأنواعها: من قصص الرعب المشوقة، والخيال المثير، إلى القصص الواقعية المؤثرة والحكايات التاريخية القديمة التي تحمل عبق الزمن. هدفنا أن نمنحك متعة القراءة، ودفء المشاعر، وإثارة الخيال في كل سطر تتابعه. في "الدبي للحكاية"... كل حكاية تنبض بروح راويها.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصة رسالة وصلت بعد عشرين عامًا

قصة مؤثرة تجمع بين الحنين والقدر، بين رسالة ضاعت في زحمة الزمن، وبين قلبٍ ظلّ ينتظرها بصبر لا يعرف النهاية. هذه الحكاية الأدبية ليست مجرد سردٍ لأحداثٍ مضت، بل هي نافذة تطلّ على وجع الإنسان حين يتأخر الزمن في إيصال كلماته.

البداية: صندوق خشبي قديم

في صباحٍ بارد من شتاء عام 2025، كانت ليلى ترتّب أشياء والدها الراحل في العلّية. وبين أكوام الكتب القديمة والدفاتر الصفراء، لفت انتباهها صندوق خشبي صغير مغطّى بطبقة من الغبار. لم يكن عليه سوى نقش بسيط كتب عليه بخط يدوي قديم: ذكريات لا تموت.

فتحت الصندوق ببطء، فإذا بورقٍ أصفر اللون، مطوي بعناية، تفوح منه رائحة الزمن. وعندما فتحت الورقة، كانت المفاجأة: رسالة موقّعة بتاريخ 2005، موجّهة إلى والدها من امرأة تُدعى مريم.

الرسالة التي عبرت الزمن

بدأت ليلى تقرأ الرسالة بفضولٍ كبير. كانت الكلمات دافئة، محمّلة بعاطفة لا تخطئها العين:

“إلى سامي، لا أعلم إن كنت ستقرأ هذه الرسالة يومًا، لكن قلبي أصرّ أن يكتبها. مرّ عامٌ منذ افترقنا، وما زلت أراك في كل تفصيلة من حياتي. إن كنت تؤمن بالقدر، فاعلم أنني ما زلت أؤمن بلقاءٍ مؤجل، لقاءٍ بعد أن يهدأ الغبار، وبعد أن تهدأ القلوب.”

توقفت ليلى عند التوقيع: مريم. لم تكن تعرف من تكون، لكن اسمها بدا وكأنه يحمل خلفه حكاية غارقة في الصمت. فقررت أن تبحث، أن تعرف لماذا بقيت هذه الرسالة مخفية طوال هذه السنين.

رحلة البحث عن “مريم”

بدأت ليلى بحثها من دفتر والدها الشخصي، فوجدت إشارات متناثرة عن امرأة من الإسكندرية كان يعرفها في شبابه. في كل صفحة تقريبًا، كان هناك سطر يُشير إلى انتظار، إلى وعد لم يكتمل. كلمات مثل: “الرسالة لم تصل”، “ربما نسيتها الرياح”، “سأنتظرها مهما طال الغياب.”

أخذت ليلى الرسالة معها وسافرت إلى الإسكندرية، علّها تجد شيئًا في المكان الذي كان يسكن فيه والدها قبل عقود. هناك، التقت بسيدة مسنّة تُدعى أم يوسف، تعمل في مكتبة صغيرة على الكورنيش. عندما رأت أم يوسف الرسالة، شهقت بدهشة وقالت: يا ابنتي… هذه خط يد مريم عبدالعزيز! ظننا أنها رحلت منذ زمن.

قصة حب مؤجلة لعشرين عامًا

حكت أم يوسف لليلى ما حدث قبل عشرين عامًا. كان والد ليلى، سامي، شابًا يعمل في الصحافة، التقى بمريم أثناء تغطيته لمعرض للفنون. جمعت بينهما الكتابة والحلم، وولدت بينهما علاقة من نوعٍ نادر؛ لم تكن مجرد قصة حب، بل كانت قصة روحين تكتبان لبعضهما رسائل لا تصل.

لكن القدر كان له رأي آخر. انتقلت مريم إلى مدينة أخرى بعد وفاة والدها، وأرسلت آخر رسالة عبر البريد، إلا أن عنوان سامي تغيّر بعد انتقاله إلى عمل جديد. ضاعت الرسالة في مكاتب البريد، وظلت حبيسة في صندوقٍ نُسي في زاوية أحد المستودعات حتى وجدت طريقها بعد عشرين عامًا كاملة.

حين تلتقي القلوب بعد الغياب

توجهت ليلى إلى العنوان الذي أعطتها إياه أم يوسف، وهناك وجدت بيتًا صغيرًا على أطراف المدينة. طرقت الباب، فخرجت امرأة في السبعين من عمرها، ملامحها هادئة وابتسامتها حزينة. قالت ليلى بصوتٍ متردد:

هل أنتِ مريم عبدالعزيز؟

نظرت إليها المرأة طويلاً قبل أن تهمس: نعم، من تكونين؟

مدّت ليلى الرسالة إليها وقالت: هذه رسالة كتبتيها قبل عشرين عامًا… لكنها وصلت اليوم.

ارتجفت يد مريم، وجلست على الكرسي القريب، والدموع تغمر عينيها. قرأت الرسالة بصمتٍ طويل، ثم همست: كنت أظن أن كلماتي ماتت في الطريق… لكنه ظلّ ينتظرها.

الحقيقة التي غيّرت كل شيء

روت ليلى لمريم أن والدها لم يتزوج بعد فراقها، وأنه ظل يكتب رسائل لم يرسلها أبدًا. وعندما توفي، كانت آخر كلماته في دفتره: “إذا عادت الرسالة، فلتعلم أني انتظرتها بقلبي كله.”

بكت مريم بحرقة، ثم نظرت إلى البحر من النافذة وقالت: بعض الرسائل لا تصل لأن الوقت لم يحن بعد… لكنها تصل عندما يكون القلب مستعدًا لسماعها.

نهاية لا تشبه النهايات

عادت ليلى إلى بيتها، وهي تحمل في قلبها سلامًا جديدًا. كانت تعرف أن والدها لم يمت وحيدًا، بل ترك وراءه حبًا خالدًا ينتظر في رسالة عبرت العشرين عامًا لتقول: إن المشاعر الصادقة لا تموت، وإن ما يُكتب بصدق يبقى حيًا مهما تأخر وصوله.

كتبت ليلى القصة في مدونتها الدبي للحكاية تحت عنوان “رسائل لا تموت”، وانتشرت سريعًا بين القرّاء الذين وجدوا فيها لمسة من واقعهم، وذكّرَتهم أن الزمن قد يؤخر اللقاء، لكنه لا يمحو الذاكرة.

العبرة من القصة

  • الزمن لا يقتل الحب الحقيقي، بل يختبر عمقه.
  • الكلمات الصادقة تجد طريقها مهما طال الغياب.
  • الذكريات لا تموت طالما هناك من يتذكرها.

قصة مؤثرة، قصة حب، قصة حقيقية، قصة قصيرة، قصة انتظار، قصة درامية، قصة من الحياة، رسائل الماضي، الدبي للحكاية، قصة رومانسية، قصة مشاعر، قصة عن القدر.

بقلم: فريق الدبي للحكاية – منصة القصص الأدبية التي تُعيد للحكاية روحها.

عن الكاتب

الدبي للحكاية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الدبي للحكاية