بقلم: فريق الدبي للحكاية
مقدمة القصة: حين تتحدث الورقة بدل القلوب
الحب لا يحتاج دائمًا إلى كلمات تُقال وجهًا لوجه، أحيانًا تكون الرسالة الورقية هي أصدق من كل الأصوات. في زمنٍ امتلأ بالرسائل الإلكترونية والهواتف الذكية، تبقى الرسالة المكتوبة بخط اليد قطعةً من الروح لا تشبه أي شيء آخر.
قصتنا اليوم من مدونة الدبي للحكاية تحمل عنوان “رسالة تحت الباب: مفاجأة رومانسية غير متوقعة”، وهي قصة رومانسية واقعية عن الصمت، والندم، وفرصة ثانية تمنحها الحياة على شكل ورقة صغيرة تُلقى بهدوء تحت الباب.
الفصل الأول: الغياب الطويل
كانت “ليلى” امرأة في الثلاثين من عمرها، تعمل في مكتبة صغيرة في وسط المدينة. تحب رائحة الكتب القديمة أكثر مما تحب العطور، وتؤمن أن كل قصة تقرأها تضيف إلى قلبها لونًا جديدًا.
قبل عامين، كانت تعيش أجمل فصول حياتها مع “آدم”، الشاب الذي أحبّها منذ أيام الجامعة. كان حلمهما بسيطًا: بيت صغير، مكتبة مشتركة، وكوب قهوة في كل صباح. لكن كما تفعل الحياة دائمًا، كان للقدر رأيٌ آخر.
خلافٌ صغير كبر بصمتٍ، كلمة لم تُقال، جرح لم يُعالج، ثم غيابٌ امتدّ بلا وداع. ترك آدم المدينة، ولم يترك خلفه سوى كتابٍ واحد نسيه على طاولتها، بين صفحاته وردة جافة ورسالة ناقصة.
الفصل الثاني: الرسالة الأولى... التي لم تُرسل
في الليالي الهادئة، كانت ليلى تجلس بجوار نافذتها تكتب رسائل لا أحد يقرأها. كانت تقول فيها كل ما عجزت عن قوله بصوتٍ مسموع:
"آدم، هل تعرف أن الصمت الذي تركته بعدك أصبح أثقل من أي غياب؟ هل تعلم أن الكتب التي كنا نقرأها معًا أصبحت تصمت هي الأخرى؟ لم أعد أشتري الورود لأنك كنت من يختارها لي، لكنني ما زلت أفتح الباب كل صباح... كأنني أنتظر رسالة."
كانت تكتب، ثم تمزّق الورقة. لم ترسل أيًّا من تلك الرسائل، لأنها كانت تظن أن النهاية قد كُتبت، وأن الحب لا يعود مرتين.
الفصل الثالث: المفاجأة تحت الباب
في صباحٍ بارد من شتاء ديسمبر، استيقظت ليلى على صوت خفيف عند باب شقتها. ظنّت أولاً أنه البريد المعتاد، لكنها حين فتحت الباب وجدت رسالة مطوية بعناية على الأرض. كانت مكتوبة بخطّ تعرفه جيدًا، ذلك الخط المائل الذي اعتادت قراءته في هوامش الكتب التي كان يهديها لها “آدم”.
ترددت لثوانٍ قبل أن تفتحها، كأنها تخشى أن تكون حلماً. وعندما فتحت الورقة، قرأت:
"ليلى... لم أتعلم كيف أكتب رسائل الاعتذار، لأنني كنت دائمًا أظن أن الرجال لا يبكون. لكن منذ رحلت، بكيت ألف مرة ولم يقلّ الندم في قلبي. مررتُ بالمكتبة التي كنتِ تعملين فيها، رأيت النور ما زال مضاءً في المساء، فعرفت أنكِ ما زلتِ تنتظرين شيئًا... ربما كتابًا جديدًا، أو رسالة قديمة لم تصل. فهل يمكن أن أكون أنا تلك الرسالة؟"
وقفت ليلى مذهولة، وكأن الحروف تنطق بصوتٍ كانت تعرفه منذ زمن بعيد. كانت هذه المفاجأة الرومانسية غير المتوقعة التي لم تخطر ببالها أبدًا.
الفصل الرابع: حوار عبر الورق
لم تردّ ليلى مباشرة. وضعت الرسالة على الطاولة، جلست تقرأها مرارًا. في كل مرة كانت تشعر أن الكلمات تُدفئ قلبها من جديد. وفي اليوم التالي، كتبت على ورقة صغيرة:
"آدم... الرسائل التي لم تصل، كانت تصلك بطريقة أخرى، عبر النسيم الذي يمر من نافذتي كل مساء. أما الآن، وقد وصلت رسالتك الحقيقية، فاعلم أنني لم أكرهك يومًا، بل فقط انتظرت اللحظة التي تفهم فيها أن الحب لا يحتاج إلى كبرياء."
وضعت الورقة تحت الباب من الخارج، كما فعل هو في اليوم السابق، ثم أغلقت الباب بخفة. لم تكن تعرف إن كان سيعود لقراءتها، لكنها شعرت براحة غريبة، كأن عبئًا قد انزاح عن قلبها.
الفصل الخامس: اللقاء المنتظر
في صباح اليوم التالي، طرق الباب. توقّعت أن يكون ساعي البريد، لكن حين فتحت، وجدت أمامها وجهًا مألوفًا رغم السنين. كان “آدم” يقف حاملاً بيده كوبين من القهوة، وعيناه تبتسمان بخجل.
قال لها:
"لم أجد طريقة أفضل للردّ على رسالتك... من أن أكون هنا."
لم تقل شيئًا، فقط ابتسمت، وتركته يدخل. جلسا معًا في الصمت ذاته الذي كان يومًا سبب الفراق، لكنه الآن بدا أجمل من كل حديث.
بدأ كل شيء من جديد، لكن هذه المرة لم يكونا بحاجة إلى الوعود أو الكلمات الكبيرة. كانت الرسالة تحت الباب قد فعلت ما عجزت عنه السنوات: أعادت للقلوب القدرة على الإصغاء.
رسالة القصة: الحب لا يضيع إن كُتب بصدق
قصة رسالة تحت الباب تذكّرنا أن الفرص الثانية في الحب ليست مستحيلة، بل تحتاج إلى شجاعة صغيرة ورسالة صادقة تُكتب من القلب.
في زمن السرعة والرسائل الفورية، لا يزال للحبر والورق سحرٌ خاص. فحين تُكتب الكلمات بخطّ اليد، تحمل شيئًا من روح الكاتب، شيئًا لا يمكن لأي شاشة أن تنقله. ولهذا، حين نكتب رسالة حب، نحن في الحقيقة نكتب جزءًا من أنفسنا.
من مدونة الدبي للحكاية
نحن في مدونة الدبي للحكاية نؤمن أن كل رسالة، وكل انتظار، وكل دمعة يمكن أن تتحول إلى حكاية تُلهم الآخرين. قصة اليوم هي واحدة من تلك القصص التي تُعيد للحب مكانته الأولى: صدق، وحنين، ونور في آخر النفق.
ندعوك لقراءة المزيد من قصصنا الرومانسية التي تعيد الدفء إلى القلوب وتُذكّر بأن الحب الحقيقي لا يموت.
