مدونة الدبي للحكاية

مرحبًا بك في مدونة الدبي للحكاية، حيث تنبض الكلمات بالحياة وتتحول القصص إلى عوالم ساحرة تأخذك بعيدًا عن الواقع. نروي لك هنا أجمل القصص بأنواعها: من قصص الرعب المشوقة، والخيال المثير، إلى القصص الواقعية المؤثرة والحكايات التاريخية القديمة التي تحمل عبق الزمن. هدفنا أن نمنحك متعة القراءة، ودفء المشاعر، وإثارة الخيال في كل سطر تتابعه. في "الدبي للحكاية"... كل حكاية تنبض بروح راويها.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصة عندما تفتح الرسالة بعد منتصف الليل

قصة عندما تفتح الرسالة بعد منتصف الليل | قصة رعب واقعية وغامضة

قصة رعب نفسية وغامضة من نوعٍ مختلف، تبدأ ببساطة تامة — رسالة تصل في منتصف الليل — لكنها تنتهي بشكلٍ لم يكن أحد ليتوقعه. هذه القصة تحذير لكل من يعتقد أن الظلام مجرد غيابٍ للضوء، فهناك رسائل لا يجب أن تُفتح، وأوقات لا يجب أن يُكسر فيها الصمت.


الفصل الأول: الرسالة الأولى

كان "آدم" يعيش وحيدًا في شقته الصغيرة بوسط المدينة. يعمل مبرمجًا في شركة خاصة، وينام متأخرًا كعادته. وفي ليلةٍ باردة من شهر نوفمبر، بينما كان يراجع بعض الملفات على حاسوبه، سمع صوت إشعارٍ على هاتفه. نظر إلى الساعة، كانت الثانية عشرة وثلاث دقائق بعد منتصف الليل.

فتح الهاتف ليرى رسالة من رقمٍ مجهول. كانت تحتوي فقط على عبارة واحدة:

“لا تفتح الرسالة القادمة مهما حدث.”

تجمد لثوانٍ وهو يحدق في الشاشة. ظن أن الأمر مجرد مزحة، لكن ما أثار خوفه هو أن الرسالة لم تُظهر اسم المرسل ولا رقم الهاتف — فقط كلمة “مجهول”.


الفصل الثاني: الرسالة الثانية

بعد مرور عشر دقائق، بينما كان يحاول تجاهل ما حدث، جاء إشعار جديد. كانت رسالة أخرى من نفس المصدر. هذه المرة تحتوي على فيديو قصير مدته عشر ثوانٍ. لم يستطع كبح فضوله، ففتحها.

الفيديو بدأ بلقطة لغرفته هو نفسه — نفس الجدار، نفس الأثاث — ثم ظهر ظلّ شخصٍ يقف عند النافذة، يتنفس ببطء. توقّف الفيديو فجأة عند لقطةٍ قريبة لوجهه… لكنه كان وجه آدم نفسه!

تراجع من على الكرسي، والهاتف يسقط من يده. كيف أمكن ذلك؟ لم يصوّر أحد في شقته، ولا توجد كاميرات. شعر برعشةٍ تسري في جسده، وأخذ يراقب كل زاوية في الغرفة بارتباك.


الفصل الثالث: الأصوات القادمة من الرسالة

في اليوم التالي، حاول نسيان ما حدث. حذف الفيديو وأغلق الهاتف، لكنه لم ينجُ من الكوابيس التي لاحقته في نومه القليل. كان يرى نفسه يفتح رسائل متتالية، وكل رسالة تكشف مشهدًا جديدًا من موته القادم.

وبحلول الليلة التالية، عاد الهاتف ليرن مجددًا. رسالة صوتية قصيرة هذه المرة، بصوت امرأة تهمس:

“قلتُ لك ألا تفتح الرسالة.”

ألقى بالهاتف بعيدًا وهو يرتجف. خرج من الشقة مسرعًا ونزل إلى الشارع، حيث وقف تحت عمود الإنارة محاولًا استيعاب ما يحدث. لكنه لم يلاحظ أن في نافذته بالأعلى، ظلًّا كان يراقبه من الداخل.


الفصل الرابع: لعنة منتصف الليل

ذهب آدم إلى مركز الشرطة صباحًا وأبلغ عن الرقم الغريب. تفاجأ الضابط حين راجع السجلات بأن الرقم غير مسجّل في أي شبكة. بل والأغرب أن سجل الرسائل على هاتف آدم لم يُظهر أيّ منها بعد منتصف الليل — وكأنها لم تُرسل من الأساس.

عاد إلى المنزل وهو يشعر بأن الهواء نفسه أصبح أثقل. وضع الهاتف في درج مكتبه وأقسم ألا يفتحه تلك الليلة. لكن عند الثانية عشرة تمامًا، بدأ الهاتف يهتزّ بعنف وكأنه سينفجر.

نظر من بعيد، فرأى على الشاشة إشعارًا يحمل عنوانًا واحدًا: “افتح الآن… أو ستفقد كل شيء.”

لم يستطع المقاومة. مدّ يده المرتجفة وفتح الرسالة.


الفصل الخامس: ما بعد الرسالة

كانت الرسالة عبارة عن صورة — صورة حديثة لغرفته — لكن على السرير كان هناك جسده نائمًا، بينما يقف شخص آخر عند رأسه، يبتسم.

تراجع مذعورًا، ثم التفت نحو السرير الحقيقي… فوجده فارغًا. أدرك أنه يرى نفسه من منظورٍ آخر. فجأة، انطفأت الأنوار بالكامل، وامتلأت الغرفة بأصوات خطواتٍ قادمة من كل اتجاه. الهاتف بدأ يضيء من تلقاء نفسه، وكُتبت رسالة أخيرة على الشاشة:

“لقد فتحت الرسالة، والآن أصبحت جزءًا منها.”

اختفى آدم في تلك الليلة. الشرطة لم تجد أثرًا له سوى هاتفه، الذي استمر في إرسال رسائل تلقائية إلى أرقامٍ مجهولة بعد منتصف الليل كل يوم.


الفصل السادس: الرسالة التي وصلتك أنت

بعد عام، كانت “رنا” — إحدى زميلاته في العمل — تنظف البريد الإلكتروني الخاص بالشركة. وجدت رسالة غير مقروءة بعُنوان غريب: “أرسلها إليك آدم.”

ظنّت أنها مزحة، لكنها ما إن فتحتها حتى وجدت الفيديو ذاته الذي ظهر لآدم في الليلة الأولى. وفي نهايته، ظهر وجهه هذه المرة وهو يقول: “لا تفتحي الرسالة التالية بعد منتصف الليل…”

لكنها بالفعل كانت قد فتحتها في تلك اللحظة.


القسم التحليلي: الرعب في عالمنا الرقمي

قصة “عندما تفتح الرسالة بعد منتصف الليل” ليست مجرد قصة رعب، بل هي انعكاس للخوف الحقيقي في عصرنا الحديث — الخوف من المجهول الذي يأتي عبر التكنولوجيا. لم يعد الرعب يسكن البيوت المهجورة، بل يسكن هواتفنا وشاشاتنا.

هذه القصة تطرح فكرة أن الإنسان، كلما حاول السيطرة على كل ما حوله، ازداد ضعفًا أمام المجهول. فكل إشعار، وكل رسالة، يمكن أن تكون بابًا إلى عالمٍ لا يمكن العودة منه.

“في عالمٍ متصل دائمًا… ربما يكون الانفصال هو الأمان الوحيد.”

الرعب هنا ليس في الشبح أو الدماء، بل في فكرة الاختراق النفسي — أن تُلاحَق حتى في أكثر أماكنك خصوصية. أن يصبح جهازك مرآةً ترى فيها نهايتك قبل أن تحدث.


دروس من القصة

  • بعض الرسائل لا يجب أن تُفتح، وبعض الفضول قد يكون قاتلًا.
  • الخطر الحقيقي ليس دائمًا خارجيًا… بل في داخل الأجهزة التي نحملها بأيدينا.
  • العزلة الرقمية قد تكون ضرورية أحيانًا لحماية النفس والعقل.
  • هناك حدود يجب ألا نتجاوزها بعد منتصف الليل — فذلك الوقت ليس لنا.

الرسالة الأخيرة

تنتشر القصص حول العالم عن رسائل تصل في ساعاتٍ غامضة، تحتوي على رموز أو مقاطع غير مفهومة. البعض يقول إنها اختبارات من قوى مجهولة، والبعض الآخر يرى أنها مجرد أساطير رقمية. لكن المؤكد أن الفضول الإنساني هو الوقود الذي يجعل تلك القصص حقيقية.

فكر قبل أن تفتح أي رسالة بعد منتصف الليل… فقد لا تكون مجرد إشعارٍ عابر. وربما تكون أنت المستقبل التالي لتلك اللعنة الرقمية.

إعداد: مدونة الدبي للحكاية — حيث تتحول التكنولوجيا إلى مرآة للرعب الإنساني.

عن الكاتب

الدبي للحكاية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الدبي للحكاية