مدونة الدبي للحكاية

مرحبًا بك في مدونة الدبي للحكاية، حيث تنبض الكلمات بالحياة وتتحول القصص إلى عوالم ساحرة تأخذك بعيدًا عن الواقع. نروي لك هنا أجمل القصص بأنواعها: من قصص الرعب المشوقة، والخيال المثير، إلى القصص الواقعية المؤثرة والحكايات التاريخية القديمة التي تحمل عبق الزمن. هدفنا أن نمنحك متعة القراءة، ودفء المشاعر، وإثارة الخيال في كل سطر تتابعه. في "الدبي للحكاية"... كل حكاية تنبض بروح راويها.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصة أصوات الأقدام في الطابق الفارغ

قصة أصوات الأقدام في الطابق الفارغ | قصة رعب غامضة ومخيفة

هل سمعت يومًا أصوات خطوات في مكان تعلم أنه خالٍ تمامًا من البشر؟ إن هذه القصة ليست مجرد حكاية رعب، بل تجربة نفسية تضعك وجهًا لوجه أمام أكثر ما يخيف الإنسان: المجهول الذي لا يُرى.

قصة “أصوات الأقدام في الطابق الفارغ” تدور حول عائلة بسيطة انتقلت إلى منزل جديد، لتكتشف أن الطابق العلوي الذي لم يدخله أحد… ليس فارغًا كما يبدو.


البداية: منزل قديم وسكون غامض

كان “رامي” وزوجته “هالة” يبحثان منذ فترة طويلة عن منزل مناسب لهما ولابنتهما الصغيرة “رُبى”. وبعد أشهر من البحث، وجدا منزلًا واسعًا قديم الطراز في ضاحية هادئة. رغم أن السعر كان منخفضًا على نحو مريب، إلا أن هالة رأت في الأمر فرصة لا تُفوَّت.

في أول أيامهما بالمنزل، لاحظا أن الطابق العلوي مغلق بإحكام، وتغطيه طبقة من الغبار، كأن أحدًا لم يصعد إليه منذ سنوات. لكن مالك العقار أخبرهم أن الطابق غير مستخدم منذ زمنٍ طويل لأنه “غير آمن إنشائيًا”.

مرت الليلة الأولى بسلام، إلا من إحساسٍ غريبٍ بعد منتصف الليل، حينما استيقظت هالة على صوت خطوات بطيئة تأتي من الأعلى، تجرّ قدمًا بعد قدم، ثم تتوقف عند السقف فوق غرفتهم مباشرة.


أول مواجهة مع الأصوات

في الصباح، حاولت هالة أن تشرح ما سمعت، لكن رامي ضحك قائلاً إنها ربما حلمت. إلا أن الأصوات تكررت في الليلة التالية، وكانت أكثر وضوحًا هذه المرة. خطوات ثابتة، ثقيلة، كأن أحدًا يسير في الممر العلوي.

صعد رامي حاملاً مصباحًا يدويًا، وفتح باب الطابق بصعوبة، فغمره هواء بارد ورائحة عتيقة. دخل ببطء، يسلّط الضوء هنا وهناك، لكن المكان كان خاليًا تمامًا. الأرضية مغطاة بالغبار، ولم تكن هناك أي آثار أقدام سوى خطواته هو.

“كل ليلة عند الساعة الثالثة، كانت الأصوات تبدأ... دائمًا بنفس الإيقاع، كأنها طقوس لا تنتهي.”

التحول من فضول إلى رعب

مرت الأيام، وبدأت الأحداث تتصاعد. لم تعد الأصوات تقتصر على الطابق العلوي فقط، بل صاروا يسمعونها أحيانًا على الدرج أو في الممر المؤدي لغرفة رُبى. كانت الطفلة تقول بثقة إن هناك “رجلًا طويلًا” يصعد الدرج كل ليلة ويقف عند باب غرفتها.

ظنّ رامي أن ابنته تتخيل، لكنه عندما وضع كاميرا مراقبة صغيرة في الممر، سجلت شيئًا غير مفسر: ظلّ طويل يمر أمام الكاميرا لثوانٍ، ثم تختفي الإشارة تمامًا.

ومنذ تلك الليلة، بدأت الأنوار تُطفأ من تلقاء نفسها، وتُفتح الأبواب ببطء دون سبب. كان الصوت ذاته يتكرر دائمًا، صوت خطوات تقترب ثم تختفي قبل أن تصل.


التحقيق في سر الطابق الفارغ

قرر رامي البحث في تاريخ المنزل. وجد في أرشيف المدينة أن المبنى بُني قبل أكثر من سبعين عامًا، وأن الطابق العلوي كان يومًا ما غرفة للضيوف. لكن القصة الأكثر رعبًا كانت ما حدث هناك عام 1978: مقتل أحد السكان داخل ذلك الطابق في ظروف غامضة، ولم يُعرف الجاني أبدًا.

حين علمت هالة بذلك، قررت مغادرة المنزل فورًا، لكن رامي أصر على البقاء مؤقتًا. في تلك الليلة، وهو يجلس وحيدًا في غرفة المعيشة، سمع الأصوات مجددًا، ولكنها هذه المرة كانت مختلفة — كأنها خطوات شخص يجرّ شيئًا معدنيًا خلفه.

صعد بسرعة إلى الأعلى، لكنه وجد الباب مغلقًا من الداخل، رغم أنه لم يُقفل من قبل. وبينما يطرق الباب بعصبية، سمع صوتًا قريبًا جدًا من أذنه يقول بصوتٍ خافت: “ارجع… ليس لك مكان هنا.”


القسم التحليلي: بين الواقع والوهم

تُعتبر قصة “أصوات الأقدام في الطابق الفارغ” نموذجًا كلاسيكيًا لما يسمى بـ الرعب الصوتي، وهو نوع من القصص التي تثير الخوف عبر السمع أكثر من البصر. فالإنسان، بطبيعته، يخاف مما لا يستطيع رؤيته أو تفسيره.

لكن على الجانب النفسي، يمكن النظر إلى القصة كرمزٍ لـ الخوف من الماضي. الطابق العلوي يمثل “ذاكرة دفينة” مليئة بالأسرار، والأصوات هي محاولة تلك الذكريات للظهور من جديد. إننا نخاف مما تركناه دون مواجهة، تمامًا كما يخاف رامي من الصعود إلى الطابق المهجور داخل نفسه.

وفي بعض الحالات الواقعية، تبيّن أن سماع أصوات خطوات أو نقر في المنازل القديمة ناتج عن تمدّد الأخشاب وتغيّر درجات الحرارة، لكن عندما تتكرر الأصوات في توقيت محدد وبنمط منتظم، يصعب على العقل البشري قبول التفسير العلمي البحت.


دروس من القصة

  • الخوف لا يحتاج إلى أشباح ليكون حقيقيًا؛ يكفي أن يأتي من داخلنا.
  • المنازل القديمة تحمل قصصًا، وبعضها لا يريد أن يُنسى.
  • الفضول قد يكون طريقًا لا عودة منه.
  • ليس كل صوتٍ نسمعه يمكن تجاهله… فربما يكون نداءً من الماضي.

الصمت الذي يسبق الخطوات

بعد أسابيع قليلة، غادرت العائلة المنزل نهائيًا، لكن الجيران يقولون إنهم ما زالوا يسمعون في الليالي الهادئة أصوات أقدامٍ تتجوّل في الطابق الفارغ. لم يسكن أحد ذلك المنزل بعدها، وظلّت النوافذ العليا تُضاء أحيانًا دون كهرباء.

القصة لا تنتهي عند هذا الحد، لأنها تذكّرنا بأن الخوف لا يعيش في الأماكن بل في الذاكرة. وربما… فقط ربما، لا يكون الطابق الفارغ فارغًا أبدًا.

إعداد: مدونة الدبي للحكاية – حيث تُروى القصص التي لا تُنسى.

عن الكاتب

الدبي للحكاية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الدبي للحكاية