مدونة الدبي للحكاية

مرحبًا بك في مدونة الدبي للحكاية، حيث تنبض الكلمات بالحياة وتتحول القصص إلى عوالم ساحرة تأخذك بعيدًا عن الواقع. نروي لك هنا أجمل القصص بأنواعها: من قصص الرعب المشوقة، والخيال المثير، إلى القصص الواقعية المؤثرة والحكايات التاريخية القديمة التي تحمل عبق الزمن. هدفنا أن نمنحك متعة القراءة، ودفء المشاعر، وإثارة الخيال في كل سطر تتابعه. في "الدبي للحكاية"... كل حكاية تنبض بروح راويها.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصة جرس الباب الذي لا يُجِيب عليه أحد

قصة جرس الباب الذي لا يُجِيب عليه أحد

في أحد أحياء المدينة القديمة، كان هناك منزل صغير يلفّه الغموض. واجهته الرمادية ونوافذه المغلقة جعلت كل من يمرّ أمامه يشعر بالريبة. لكن أكثر ما أثار الفضول في ذلك المنزل هو جرس الباب الذي كان يُقال إنه يرن من تلقاء نفسه... ورغم ذلك، لم يُجِب عليه أحد قط.

زيارة غير متوقعة

في مساءٍ خريفيٍّ بارد، كان آدم عائدًا من عمله عندما لاحظ ذلك المنزل للمرة الأولى. لم يكن يعرف أنه سيصبح جزءًا من قصته الغامضة. سمع صوت الجرس — رنينًا خافتًا متواصلاً كأنه نداء بعيد. توقف لبرهة ونظر حوله، لكن الشارع كان خاليًا. اقترب من الباب بخطوات مترددة، ثم رفع يده ليلمس الجرس، لكنه توقّف عندما شعر ببرودة غير طبيعية في الهواء.

عندما لمس الجرس أخيرًا، لم يصدر أي صوت. وكأن الجرس فقد صوته أمامه. لكن الغريب أن الباب انفتح وحده بهدوء. لم يكن أحد هناك.

داخل المنزل

كانت رائحة الغبار والعُمر تفوح من المكان. أثاث قديم، صور باهتة، وساعة حائط متوقفة على الساعة 11:11. شعر آدم أن شيئًا ما يراقبه. نادى بصوت منخفض: "هل يوجد أحد هنا؟" لكن الصدى كان الإجابة الوحيدة.

فجأة، سمع الجرس يرن مرة أخرى، ولكن هذه المرة من الداخل. تجمّد في مكانه، نظر إلى الممر الطويل المؤدي نحو الباب الأمامي — الباب نفسه الذي دخل منه. الجرس يرن مجددًا... مرة، مرتين، ثلاثًا. لكنه كان واقفًا أمامه. لا أحد بالخارج.

صوت من الجدار

بينما كان يبحث عن مصدر الصوت، لاحظ أن أحد الجدران كان يحمل نقشًا باهتًا كتب عليه بخطٍّ مهتز: "من يرن الجرس يسمع صوته في ذاكرته، لا في أذنه." لم يفهم معناها، لكنه أحس بشيء يهمس داخل رأسه — صوت أنثوي رقيق يقول: "لقد تأخرت كثيرًا..." ارتجف جسده. من هذه؟

تقدم نحو غرفة المعيشة، وهناك وجد صورة عائلية قديمة. في الصورة، امرأة شابة تحمل طفلًا صغيرًا، وخلفهما رجل بملامح تشبهه كثيرًا. حين قلب الصورة، وجد عبارة صغيرة مكتوبة على ظهرها: "إذا نسيت، الجرس سيتذكّر."

الذكرى المنسية

بدأت ذكريات غامضة تهاجم عقله — منزل مشابه، صوت الجرس، صراخ، ووميض من النار. تراجع بخوف، لكنه سمع الجرس يرن مرة أخرى، وهذه المرة الصوت يأتي من الطابق العلوي. صعد السلم الخشبي بخطوات مرتجفة، حتى وصل إلى باب صغير مائل. فتحه ببطء... فوجد غرفة مظلمة تتوسطها طاولة عليها جرس قديم، مطابق تمامًا لذلك الذي بالخارج.

اقترب منه ومد يده بحذر، وما إن لمسه حتى توقفت كل الأصوات في المنزل. الصمت... ثم صوت خافت يقول خلفه: "أخيرًا سمعت النداء." استدار بسرعة، فلم يرَ أحدًا. لكن الجرس بدأ يرن وحده، بقوة كأن أحدًا يضغط عليه بعنف.

من الماضي يعود الصدى

في تلك اللحظة، رأى أمامه مشهدًا لماضيه — هو طفل صغير يقف بجانب والدته أمام ذلك الجرس نفسه. كانت أمه تبتسم وتقول له: "إذا ضعت يومًا، فقط ارن الجرس، سأجيبك أينما كنت." لكن في المشهد التالي، ظهر نفس المنزل وهو يحترق، وصوت الجرس يتردد بين ألسنة اللهب... ثم كل شيء اختفى.

عاد آدم إلى وعيه ودموعه تنهمر. أدرك أن هذا المنزل هو منزل طفولته الذي احترق منذ أكثر من عشرين عامًا، وأنه عاد إليه دون وعي، مدفوعًا بذكريات نسيها. الجرس لم يكن للغرباء، بل له وحده. إنه نداء الذاكرة.

جرس لا يرن إلا مرة واحدة

قرر أن يغادر، لكن قبل أن يخرج، سمع الجرس يرن للمرة الأخيرة. وقف أمام الباب ونظر إليه طويلًا، ثم قال بصوت خافت: "لقد أجبتك يا أمي." فصمت الجرس تمامًا، وكأن المكان أخيرًا وجد راحته.

خرج إلى الشارع، كانت السماء تمطر بهدوء، والضباب يلف الأزقة. نظر خلفه... لم يعد هناك منزل. فقط أرض فارغة تملؤها الأعشاب.

قصة جرس الباب الذي لا يُجيب عليه أحد ليست مجرد قصة رعب أو غموض، بل هي انعكاس لمعنى الذاكرة والحنين. كم من الأبواب نغلقها في حياتنا، وكم من الأجراس نرفض سماعها لأننا نخاف مما تذكرنا به؟ ربما هناك أصوات لا تأتي من الخارج، بل من داخلنا — تنادينا لنصالح ذواتنا القديمة، لنغفر لأنفسنا.


جرس الباب الذي لا يجيب عليه أحد، قصص غامضة، الرعب النفسي، قصص رمزية، قصة قصيرة، قصص خيالية، قصص الدبي للحكاية، قصص الغموض، قصص عن الذاكرة، قصص مرعبة خفيفة.

عن الكاتب

الدبي للحكاية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الدبي للحكاية